يقول رئيس الوزراء مودي إن الشراكة بين الهند وألمانيا تسهم في بناء مستقبل مستقر وآمن ومستدام للمجتمع العالمي والإنسانية.
اجتمع رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي والمستشار الألماني أولاف شولتز في الدورة السابعة للمشاورات الحكومية الهندية-الألمانية في نيو دلهي يوم الجمعة (25 أكتوبر 2024)، حيث أعلنا عن مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية مع التركيز على التكنولوجيا والابتكار، الطاقة الخضراء، والأمن.

في إحاطة صحفية مشتركة بعد مناقشاتهم، كشف رئيس الوزراء مودي والمستشار شولتز عن سلسلة من الاتفاقيات الاستراتيجية التي تعد بتعميق العلاقات الثنائية في قطاعات حاسمة مثل التكنولوجيا، الأمن والتنمية المستدامة. في تصريحاتهم، أكد القادتان التزامهما بتحديث وتعزيز التعاون.

رحب رئيس الوزراء مودي بالمستشار شولتز ووفده إلى الهند في زيارته الثالثة خلال السنتين الماضيتين، وأبرز الشراكة النشطة والمتزايدة بين الدولتين. لاحظ المناقشات في مؤتمر ألمانيا للأعمال في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ومنتدى الرؤساء التنفيذيين، بالإضافة إلى الحضور البحري الألماني في غوا والمباريات الودية بين فرق الهوكي في البلدين والتي أكدت الطابع متعدد الأبعاد للعلاقة، كما أشار.

وقال رئيس الوزراء مودي "تحت قيادة المستشار شولتز، اكتسبت شراكتنا زخمًا واتجاهًا جديدين،" ممدحاً استراتيجية ألمانيا "التركيز على الهند" التي تسعى إلى تعزيز التعاون مع الهند بطريقة شاملة.

الابتكار والتكنولوجيا: تعزيز القطاعات الحاسمة والناشئة
كان أحد أبرز الأحداث في المؤتمر الصحفي المشترك هو إطلاق خارطة طريق جديدة للابتكار والتكنولوجيا، تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات التكنولوجيا الحاسمة والناشئة. كجزء من هذه الخارطة، التزمت البلدين بمنهج شامل على مستوى الحكومة يعتبر الابتكارات في مجال الذكاء الصناعي (AI)، وتكنولوجيا الاشباه الموصلات، والطاقة النظيفة أولوية.

وفقًا لرئيس الوزراء مودي، يهدف هذا النهج الموحد إلى تعزيز التعاون وبناء "سلاسل قيمة عالمية آمنة وموثوقة ومرنة"، مع تطور الذكاء الصناعي بسرعة كقوة تحويلية، ستمكن خارطة الطريق المشتركة البلدين من استغلال هذه التكنولوجيا للتقدم المجتمعي والصناعي.

وبنفس الطريقة، من المتوقع أن تجني أبحاث وإنتاج قطاع الأشباه الموصلات، وهو قطاع يشهد نقصا عالميا وطلبًا كبيرًا، عائدات كبيرة من هذه التعاون. من خلال تجميع الموارد والخبرة والابتكار التكنولوجي، تهدف الهند وألمانيا إلى إرساء نفسيهما كمساهمين رئيسيين في هذه القطاعات.

الدفاع والأمن: تعزيز الثقة المتبادلة ومكافحة الإرهاب
تلقت الشراكة بين الهند وألمانيا في مجال الدفاع والأمن دفعة قوية مع التوقيع على اتفاق حول تبادل المعلومات السرية. وأكد رئيس الوزراء مودي أن هذا التبادل يعكس "الثقة المتبادلة العميقة" بين البلدين.

وكانت التطورات الأخرى توقيع معاهدة المساعدة القانونية المتبادلة، وهي إطار مصمم لمكافحة الإرهاب ومواجهة التهديدات الانفصالية. تضع هذه المعاهدة بروتوكولات للعمل المشترك بشأن التهديدات الأمنية عبر الحدود، مع تعزيز تبادل المعلومات الاستخبارية، ودعم التحقيق، والتعاون القضائي. كما لاحظ رئيس الوزراء مودي، "سيعزز هذا الخطوة الجديدة جهودنا المشتركة لمكافحة الإرهاب والعناصر الانفصالية."

كما ناقش القادة القضايا الأمنية العالمية الملحة، بما في ذلك النزاعات المستمرة في أوكرانيا وغرب آسيا. وأعاد رئيس الوزراء مودي تأكيد موقف الهند حول حل النزاعات، قائلا: "لطالما أصرت الهند على أن الحرب لا تحل أي مشكلة على الإطلاق"، وشدد على التزام الهند بإعادة السلام كلما كان ذلك ممكنا.

بالإضافة إلى ذلك، اتفق البلدين على أهمية الحفاظ على حرية الملاحة والالتزام بسيادة القانون في منطقة الهند والمحيط الهادئ.

النمو الأخضر والمستدام: الجهود المشتركة في التنقل الحضري وخارطة الطريق للهيدروجين الأخضر
ظهرت الاستدامة كركيزة رئيسية في الشراكة بين الهند وألمانيا، مع اتفاقيات جديدة تهدف إلى تسريع النمو الأخضر ومعالجة التحديات البيئية. اتفقت الدولتان على المرحلة الثانية من شراكة التنقل الحضري الخضراء، وهي مبادرة تهدف إلى تحديث البنية التحتية للنقل الحضري مع التركيز على الحلول الصديقة للبيئة. ستتضمن هذه المرحلة أنشطة لتحسين وسائل النقل العامة وتقليل التلوث الحضري وإنشاء شبكات التنقل الحضري المستدامة.

كما يعتبر إطلاق خارطة طريق الهيدروجين الأخضر تطوراً مهماً، حيث يحدد إطارًا تعاونيًا لتطور تكنولوجيا الهيدروجين كمصدر نظيف للطاقة. من خلال استغلال الهيدروجين الأخضر، تهدف الدولتان إلى تقليل اعتمادهما على الوقود الأحفوري وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة. ويعتبر الهيدروجين الأخضر، الذي يتم إنتاجه باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، تكنولوجيا محورية في التحول العالمي نحو الطاقة المستدامة. وكجزء من خارطة الطريق، ستركز الهند وألمانيا على تطوير بنية الهيدروجين قابلة للتطوير، ودعم البحث والتطوير، وتعزيز الابتكار في هذا المجال الحاسم.

تعزيز التطوير المهارات وتبادل التعليم
بالإضافة إلى هذه الاتفاقيات على المستوى العالي، أبرز رئيس الوزراء مودي أهمية العلاقات الشعبية-شعبية باعتبارها ركيزة حاسمة للعلاقات الهندية-الألمانية. ولهذا الغرض، اتفقت البلدين على توسيع تعاونهما في تطوير المهارات والتعليم المهني. سيتيح اتفاق مبرم بين معهد تكنولوجيا الهند في تشيناي وجامعة دريسدن برنامجًا للدرجة المزدوجة، مما يتيح للطلاب الاستفادة من الفرص التعليمية في كلا البلدين.

إطلاق "استراتيجية العمالة الماهرة للهند" في ألمانيا هو خطوة أخرى نحو تعزيز هذه العلاقة، حيث توفر المزيد من الفرص للمواهب الهندية للمساهمة في اقتصاد ألمانيا. أثنى رئيس الوزراء مودي على المستشار شولتز على "ثقته في القدرة والكفاءة الهندية"، مشدداً على الدور القيم الذي يقوم به المحترفون الهنود في نمو وتطور ألمانيا.

في ختام المؤتمر الصحفي، أعرب رئيس الوزراء مودي عن تفاؤله بمستقبل العلاقات بين الهند وألمانيا. وشكر المستشار شولتز على زيارته التي قال إنها "أعطت زخمًا وطاقة وحماسًا جديدين لشراكتنا"، وأعلن بثقة في ختام تعليقاته "لدينا شراكة واضحة والمستقبل مشرق".

تعكس الاتفاقات التي أعلنت اليوم التزام الهند وألمانيا بمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين معًا. من خلال تركيزهما على الابتكار والأمن والاستدامة، وضع القادتان أساسًا لشراكة مرتدينة وديناميكية، مجهزة للنجاح في عالم متزايد الاتصال.

في وقت سابق، لخص رئيس الوزراء مودي أهمية شراكة الهند وألمانيا خلال تعليقاته الافتتاحية في الاجتماع.

"إن العالم يمر بفترة من التوتر والنزاع والشك. وهناك أيضا تحفظات بالغة حول سيادة القانون وحرية الملاحة في منطقة الهند والمحيط الهادئ. وفي هذه الأوقات، ظهرت الشراكة الاستراتيجية بين الهند وألمانيا كمرسى قوي"," كما أوضح.

"هذه ليست علاقة معاملة، بل شراكة تحويلية بين ديمقراطيتين قويتين وقادرتين - شراكة تساهم في بناء مستقبل ثابت وآمن ومستدام للمجتمع العالمي والبشرية،" أشار رئيس الوزراء مودي.