تشير زيارة دهارمندرا برادهان إلى سنغافورة إلى بداية عهد جديد في الشراكات التعليمية والبحثية الثنائية
الهند وسنغافورة مستعدون لتعميق جهودهما المشتركة في التعليم والبحوث، وذلك بفضل اجتماع حاسم عُقد بين وزير التعليم الاتحادي في الهند دارميندرا برادان ورئيس وزراء سنغافورة لورانس وونغ يوم الاثنين (21 أكتوبر 2024). كانت مناقشاتهم خطوة مهمة نحو تعزيز الشراكة الثنائية بين البلدين من خلال ثلاثة أعمدة أساسية: المواهب، والموارد، والأسواق.

وبحسب وزارة التعليم في الهند، فإن الاجتماع الذي عقد في سنغافورة، أكد على أهمية توسيع التعاون في التعليم المدرسي، والتدريب المهني، والمبادرات البحثية. أكد برادان أن الهند تعتبر سنغافورة شريكًا ثقة في المعرفة، ولا سيما في تقدم التكنولوجيا العميقة، والشركات الناشئة، ونظام الابتكار. وأبرز الرؤية المشتركة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس الوزراء وونغ، اللذين رسما إطارًا قويًا لرفع تعاون الهند وسنغافورة إلى شراكة شاملة، بما في ذلك التعاون في القطاعات الحرجة والناشئة.

التركيز على التعاون التعليمي
في وقت سابق من اليوم، التقى برادان أيضًا بوزير التعليم في سنغافورة تشان تشون سينغ لاستكشاف سبل جديدة للتعاون التعليمي. تمحورت المحادثات حول السياسة التعليمية الوطنية في الهند (NEP) 2020 وتركيزها على الجعل الهند أكثر دولة تعليماً عالمية في نظام التعليم. بحث الوزيران كيف يمكن استغلال السياسات التعليمية الوطنية 2020 لخلق فرص للطلاب الهنود، مثل التدريبات العملية في شركات سنغافورة.

أحد الجوانب البارزة في مناقشاتهم كانت الإمكانية المحتملة لتأسيس المدارس والجامعات المزدوجة في الهند وسنغافورة، مما يسمح للطلاب والمعلمين من كلا البلدين بالتعاون بشكل أقرب. بالإضافة إلى ذلك، تمت مناقشة التعاون المشترك في الأبحاث في مجالات حرجة مثل التكنولوجيا العميقة، والطب، والمواد المتقدمة.

التعاون مع المعهد الوطني للتعليم التابع للدولة في سنغافورة (NIE)
أثناء مناقشاته مع الوزير تشان، أبرز برادان أيضاً الإمكانية المحتملة للتعاون بين المعهد الوطني للتعليم في سنغافورة (NIE) والمجلس الوطني لبحوث التعليم والتدريب في الهند (NCERT).

ووجه الدعوة للوزير تشان لزيارة الهند لمواصلة المناقشات وتعزيز الروابط التعليمية بين البلدين.

الاجتماعات مع وزير الشؤون الخارجية في سنغافورة وقادة الجامعات
شملت زيارة الوزير برادان أيضًا اجتماعًا مع وزير الشؤون الخارجية في سنغافورة فيفيان بالاكريشنان، حيث أعاد الزعيمان التأكيد على أهمية تعميق شراكة الهند وسنغافورة في مجال المعرفة. أكدا على ضرورة أن يعمل كلا البلدين عن كثب لتعزيز الأهداف التعليمية المشتركة وتوسيع جهود التعاون في مجالات ذات اهتمام مشترك.

بالإضافة إلى ذلك، زار الوزير الاتحادي جامعة سنغافورة الوطنية (NUS) والتقى بالعالم تان إنج تشاي، رئيس الجامعة، لاستكشاف فرص التعاون المستقبلية بين الجامعة ومؤسسات التعليم العالي الرائدة في الهند. تركزت المناقشات حول خلق القيمة من خلال الشراكات في مجالات مثل التكنولوجيا العميقة والرعاية الصحية والمواد المتقدمة والرقمنة والاستدامة - مجالات رئيسية تتماشى مع أهداف الهند الخاصة بالسياسات التعليمية الوطنية في 2020 والتي تهدف إلى تعزيز الوصول إلى التعليم العالي ذو الجودة وزيادة التعاون الدولي.

الهند وسنغافورة: شركاء موثوقين في الابتكار والنمو
تأتي زيارة برادان إلى سنغافورة في الوقت الذي تبحث فيه الهند نشاطًا عن توسيع بصمتها التعليمية على الصعيد العالمي. من خلال إقامة سنغافورة كشريك رئيسي في المعرفة، تهدف الهند إلى تعزيز دورها في القطاعات الحرجة والناشئة، وخاصة في نظم التكنولوجيا والابتكار. من المتوقع أن تؤدي المناقشات بين البلدين إلى تعاونات طويلة الأجل ستعود بالنفع على الطلاب الهنود والسنغافوريين ومؤسسات التعليم.

تتماشى هذه المبادرة مع الرؤية الأوسع للسياسات التعليمية الوطنية 2020 بجعل نظام التعليم في الهند أكثر قابلية للوصول وشمولية وتنافسية على الصعيد العالمي.

في اليوم الأول من زيارته، تفاعل برادان مع أعضاء من الجالية الهندية في سنغافورة، حيث أكد على دور سياسات التعليم الوطني في 2020 في تحسين مهارات الشباب الهندي. أبرز النطاق والحجم الكبير لقطاع التعليم في الهند والفرص التي يمكن أن تقدمها للشراكات الدولية.

تأتي زيارة برادان إلى سنغافورة ضمن مهمة أكبر لتعزيز العلاقات التعليمية للهند مع الشركاء العالميين. إن زيارته من 20 إلى 26 أكتوبر 2024، والتي ستشمل أيضاً أستراليا، تهدف إلى تشجيع التعاون والتآزر في المجالات الحرجة ذات الاهتمام المشترك في التعليم. من المتوقع أن تشكل نتائج هذه المناقشات الأساس لتعاون أكثر قوة وديناميكية بين الهند وسنغافورة في السنوات القادمة.

مع التركيز على تنمية المواهب، وتقاسم الموارد، وفرص السوق، يتوقع أن يصبح الشراكة التعليمية بين الهند وسنغافورة نموذجًا للتعاون العالمي في اقتصاد المعرفة.