زيارة الوزير الخارجية جيشانكار تضفي دفعة جديدة على التعاون الثنائي عبر مختلف القطاعات
في جهود دبلوماسية متوقعة، اختتم وزير الشؤون الخارجية إس جيشانكار زيارة رسمية مثمرة لمدة خمسة أيام إلى المملكة المتحدة، مما يمثل مرحلة هامة في تعزيز العلاقات بين الهند والمملكة المتحدة. من 11 إلى 15 نوفمبر 2023، شملت الزيارة سلسلة من اللقاءات على مستوى عالٍ، تعكس النفوذ العالمي المتزايد للهند والتزامها بتكوين علاقات أقوى مع اللاعبين الدوليين الرئيسيين. الوزير جايشانكار التقى بعدد من الزعماء السياسيين البريطانيين، بما في ذلك رئيس الوزراء ريشي سوناك ووزير الخارجية المعين حديثًا ديفيد كاميرون ووزير الداخلية جيمس كليفيرلي ووزير الدفاع جرانت شابس ومستشار الأمن القومي تيم بارو. تمثل هذه التفاعلات الطبيعة المتعددة الأوجه للعلاقة الهندية البريطانية، وتغطي مجموعة واسعة من المجالات بما في ذلك السياسة والاقتصاد والدفاع والعلوم والتكنولوجيا وروابط الشعب إلى الشعب. تشمل هذه الديناميات الالتزام السياسي والدبلوماسي المحدد مع التبادلات على مستوى عالٍ والتعاون في قضايا مثل التغير المناخي والصحة العالمية والأمن، بما في ذلك دعم المملكة المتحدة لمطالبة الهند بالحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. اقتصادياً، تعتبر الدولتين شركاء تجاريين ذوو أهمية، حيث يعملون على تحقيق اتفاقية التجارة الحرة لتعزيز التجارة والاستثمار الثنائي، واستغلال الخبرة المالية للمملكة المتحدة والسوق الناشئة في الهند. في المجال الدفاعي والأمني، يعملون معًا بشكل وثيق، حيث يفتح مبادرة "صنع في الهند" الفرص أمام الشركات البريطانية في تصنيع الدفاع. تزدهر الشراكة أيضًا في المجالات العلمية والتكنولوجيا والتعليم، حيث تكمل قوة البحث في المملكة المتحدة موارد المواهب في الهند، مما يؤدي إلى جهود تعاون في التعليم العالي والابتكار. تعزز الروابط الثقافية وشعبية بين البلدين، خاصة من خلال الجالية الهندية الكبيرة في المملكة المتحدة، هذه العلاقة، التي تساهم في مجالات متنوعة مثل الأعمال والطب والفنون والسياسة. على نطاق عالمي، تواجه الهند والمملكة المتحدة معًا تحديات مثل التغير المناخي ومكافحة الإرهاب والصحة العالمية، مما يدل على التزامهما في المنتديات الدولية مثل الكومنولث ومجموعة العشرين والأمم المتحدة. كان أحد أبرز ملامح هذه الزيارة هو اجتماع وزير الشؤون الخارجية جايشانكار مع رئيس الوزراء سوناك، حيث قاما بمراجعة تنفيذ خارطة الطريق الطموحة للفترة من 2020 إلى 2030، بهدف تعزيز شراكة الهند والمملكة المتحدة. عبروا عن الرضا عن الزخم الإيجابي في العلاقة الثنائية، وخاصة في مجال التعامل مع التحديات العالمية المعاصرة. كانت المناقشات مع وزير الخارجية كاميرون في أول يوم له في المنصب أيضًا ملفتة للنظر، وتركزت على تحقيق الإمكانات الكاملة للشراكة الهندية البريطانية في مجالات مختلفة. تطرق حوار جايشانكار مع القادة البريطانيين إلى التطورات العالمية الحاسمة، بما في ذلك ديناميات المحيطين الهندي والهادئ، والوضع في غرب آسيا، وصراع روسيا وأوكرانيا. في اجتماعه مع وزير الداخلية كليفيرلي، ناقش جايشانكار أهمية التنقل في المهارات والمواهب في تطوير التعاون الثنائي، وتبادل وجهات النظر في مكافحة التطرف وجرائم الحدود بما في ذلك الجرائم الاقتصادية والاتجار بالبشر. في اجتماعه مع وزير الدفاع شابس، ناقش وزير الشؤون الخارجية تعزيز التعاون في مجال الدفاع والأمن. تم الاعتراف بمبادرة "صنع في الهند" كفرصة هامة للشركات البريطانية، وذلك في تعميق الشراكات الصناعية في قطاع الدفاع. ألقى جايشانكار كلمة أمام الجالية الهندية في مقببي ديوالي في قصر وستمنستر، حيث أبرز المسارات غير المستغلة للتعاون بين الهند والمملكة المتحدة. زيارته إلى معبد بابس سوامينارايان في نيزدن وكشف التماثيل اليوغيني القروية من القرن الثامن المستعادة في المملكة المتحدة، عززت الروابط الثقافية. شارك وزير الشؤون الخارجية أيضًا في حوار مثير للفكر حول "كيفية رؤية مليار شخص العالم" في حدث سياسي، حيث تم التفكير في منظور الهند في الشؤون العالمية. أعطت المناقشة، التي حضرها شخصيات مؤثرة في مختلف المجالات، أهمية العلاقات الهندية البريطانية في المشهد الجيوسياسي المعاصر. انتهت الزيارة في تعزيز الروابط التاريخية بين الهند والمملكة المتحدة، وتوفير زخم جديد للتعاون الثنائي في مجالات متنوعة. رسخت التزام الشراكة الاستراتيجية الشاملة وشهدت تقدماً كبيرًا في مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة الجارية، مما يرمز إلى النهج الموجه نحو المستقبل في العلاقة الهندية البريطانية. زيارة وزير الشؤون الخارجية جايشانكار إلى المملكة المتحدة تعكس السياسة الخارجية النشطة للهند ونية استراتيجية لتعزيز الشراكات مع اللاعبين العالميين الرئيسيين. لم ت cons fought the من خلال الزيارة فقط توطيد العلاقات القائمة بل فتحت أيضاً آفاقًا للتعاون المستقبلي، وتحديد مسار ايجابي للعلاقات الهندية البريطانية.